بداية التصوير الفوتوغرافي

منذ القديم من الزمن، ويحرص الإنسان على توثيق لحظاته أول بأول، فبالرغم أنه لم يكن لديه الإمكانيات التكنولوجية الكافية لترسيخ هذه اللحظات في الصور، قام باستخدام النقش على الحوائط، والنحت كأساليب اعتمد عليها في ترسيخ صور للأشخاص، والمشاهد، لذا كان البحث عن آلية توثيقية يتم من خلالها حفظ المشاهد، والذكريات، وملامح الأشخاص، محل اهتمام من قبل الكثيرين، لهذا كان هناك العديد من العمليات البحثية التي كانت تهدف بشكل أساسي إلى ترسيخ المشاهد داخل الصور، وطباعتها لسهولة الرجوع لها مرة أخرى، وعلى مر العصور بات الاهتمام بالتصوير الفوتوغرافي واضحًا حتى أصبح جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية، وبات سهلًا ممارسته من قبل العديد من الأشخاص حتى من لا يمتلكون خبرة كافية في هذا المجال، ولأهمية ذلك المجال سنأخذكم في جولة تثقيفية وتعريفية عن التصوير الفوتوغرافي بشكل عام، فتابعونا ……

مفهوم التصوير الفوتوغرافي ­­­­

هو واحد من أهم الفنون العلمية التي تختص بتوثيق المشاهد من خلال التقاط الصور لها، وهذا عن طريق تسجيل الإشعاع الكهرومغناطيسي للأشخاص، والأجسام، ويتم ذلك أما إلكترونيًا، أو باستخدام جهاز استشعار للصور، أو حتى من خلال الآلية الكيميائية، وهذا عن طريق استخدام مادة حساسة تجاه الضوء لتوثيق المشاهد، مثل الأفلام الفوتوغرافية.

كيف يتم التصوير الفوتوغرافي 

يقوم التصوير الفوتوغرافي على مزج أنماط تقنية مختلفة من التصوير في قالب فني، وهذا لتوثيق مشهدًا، أو رسالة ما، ويتم من خلال عدسة تعمل على تركيز الضوء الذي ينعكس، أو ينبعث من الأجسام، والأشخاص على مركز الصورة الذي هو عبارة عن سطح موجود داخل الكاميرا يكون حساس جدًا للضوء، فيعمل على التقاط الصور.

تاريخ التصوير الفوتوغرافي 

التصوير الفوتوغرافي بصورته الآن السلسة التي باتت معروفة عنه في الواقع لم يبدأ كذلك أبدًا، فهو قد شهد العديد من المحاولات التي منها ما هو فاشل، ومنها ما هو ناجح حتى بات بالصورة التي عليها الآن، فبدأت أول محاولة تصوير فوتوغرافي في عام 1800، حيث كان توماس وجودد  يحاول التقاط صورة لانعكاس الضوء على الأشياء، ولكنها باءت بالفشل.

أتى بعدها تحديدًا في منتصف العشرينات من القرن 19 نيسيفور نييبس بأول محاولة ناجحة لالتقاط انعكاس الصور على الأشياء (الصورة) ولكن كان يتطلب حينها التقاط صورة واحدة التعرض للكاميرا لعدة أيام، وبالرغم من ذلك لم تكن النتيجة النهائية للصور على قدر عالي من الكفاءة. وبعدها استمرت المحاولات من قبل مساعد نيسيفور الذي عرف باسم ( لويس داجير ) ، حيث قاما بتطوير العملية  الداجيرية  التي نسبت لاسمه في عام 1839، وكانت عبارة عن نوع من أنواع التصوير المبكر الذي تم فيه استخدام ألواح معدنية مفضضة يتم تعريضها لبخار اليود، ومن ثم بعد ذلك يتم وضع هذه الألواح داخل الكاميرا، وهذا من أجل الحصول على الصور من الأشياء، وكانت هذه التجربة أولى تقنيات التصوير التي تطور منها التصوير العملي فيما بعد.

بعدها شهد العالم أنماط تصويرية أكثر حداثة تم اختراعهما على يد وليم فوكس تالبوت، وهما الُتايب السالبة والطباعة الملحية، ومن ثم شهد عالم التصوير الفوتوغرافي تطورًا كبيرًا، حيث تم اختصار الوقت الذي يتم فيه التعرض للكاميرا إلى ثواني معدودة، وفي العصر الحالي بات الأمر يصل إلى أجزاء صغيرة من الثانية، وهذه السلاسة، والأريحية في التصوير فرضت العديد من الابتكارات الخاصة بالوسائط التصويرية، الأكثر ملاءمة، وحساسية، والاقتصادية من حيث الوقت، والجهد، والمال على الساحة، كما أنها أيضًا تطورت، وسمحت بالتقاط الصور بكل من اللونين الأبيض، والأسود، وكذلك الأمر مع الصور الملونة.

وظل هذا التطور الفوتوغرافي حتى حدثت ثورة التصوير في تسعينات القرن الـ 20، وهذا عندما دخلت الكاميرات الإلكترونية الرقمية على الساحة، وبمرور الوقت، وفي أوائل القرن الـ 21 باتت الطرق التقليدية القديمة التي كان يتم الاعتماد عليها في إنتاج الصور غير مجدية، حيث وفرت الطرق الحديثة إيجابيات أعلى حظيت­­­­­ بتقدير أعلى من قبل مستخدميها، وتم تهميش الأساليب القديمة، وبات حينها التصوير الرقمي في تحسن مستمر، والحصول عليه لا يحتاج إلى وقت، أو مجهود كبير، ويتم تقديمه بأسعار معقولة.


الفرق بين التصوير الفوتوغرافي القديم والحديث
 

التصوير الفوتوغرافي القديم 

 في العصور الماضية كان يتم استخدام آليات أكثر صعوبة ، وإرهاقًا للحصول على لقطة مشهد ما، فكانت الكاميرات الفوتوغرافية ضخمة، وثقيلة، وتحتاج إلى وقت طويل لالتقاط الصور، أحيانًا قد يصل الأمر إلى أيام لالتقاط صورة واحدة، وكان يتم أخذ المشاهد التي تم التقاطها، ومعالجة الصور التي تحتويها عن طريق وضعها في محاليل مختصة بذلك داخل غرف معينة تحتوي على نسب خفيفة جدًا من الإضاءة، وتعد هذه الآلية القديمة في التصوير ما زلت مستخدمة إلى الآن، ولكن ليس بشكل كبير.


التصوير الفوتوغرافي الحديث
 

في العصر الحالي بات الحصول على صور فوتوغرافية لا يمثل أي مشكلة، أو مجهود، ففي ثواني معدودة، أو حتى أجزاء من الثانية يمكنك الحصول على الصورة الفوتوغرافية للمشهد الذي تريد التقاطه دون الحاجة إلى بذل أي مجهود، أو انتظار، فهناك حاليًا العديد من الكاميرات التي يمكنها توثيق اللحظة في الحال، وحتى يمكن استخدام الهواتف المحمولة للحصول على تلك الصور الفوتوغرافية، وهنا عند استخدام أجهزة التصوير الإلكترونية يتم إنتاج ما يعرف باسم الشحنات الكهربائية في كل بكسل من الصورة، ومن ثم تتم معالجة هذه الصور الملتقطة بشكل الكتروني، وتخزينها في ملف الصور الرقمية الموجود في الكاميرا نفسها، ويمكن أيضًا معالجة الصور الخاصة بالتصوير الحديث باستخدام الطريقة القديمة السابق ذكرها، ولكن نادرًا ما يتم استخدامها، نظرًا لسهولة الآلية الحديثة.


عوامل الحصول على تصوير فوتوغرافي جيد
 

هناك بعض العوامل التي يتحدد عليها التصوير الفوتوغرافي الجيد من عدمه، وهما بالشكل التالي.

الزاوية الصحيحة 

الزاوية المأخوذ منها المشهد، أو اللقطة عليها عامل مهم للغاية في جودة التصوير الفوتوغرافي، فهي التي تصف المشهد بشكل واضح، فإذا تم أخذ اللقطة من زاوية خاطئة قد يكون المشهد غير واضحًا، ومفهوم في نهاية المطاف، والزاوية تحدد من قبل المصور على حسب المكان، والزمان، والرؤية الخاصة به، بالإضافة إلى الهدف المنشود من وراء توثيق المشهد.

الإضاءة المناسبة 

تؤثر الإضاءة بشكل رئيسي في جودة الصورة الجمالية، فهي قد تؤثر على وضوح الصور، وجمالها، فإن الإضاءة الخافتة، والعتمة تجعل الصور غير واضحة، ومفهومة، وكذلك الأمر مع الإضاءة القوية للغاية التي في كثير من الأحيان تضيع من جمال الصورة، ويختفي المشهد وراءها، لذا، فإن اختيار الإضاءة المناسبة، والتي تتحدد على حسب توقيت، ومكان التقاط الصورة، والرؤية الخاصة بالمصور لديها عامل مهم في رسم المشهد العام بالآلية الجمالية للصور

العدسة الجيدة 

لا تتماثل عدسات الكاميرات بين بعضها البعض، وحتى الكاميرا الواحدة يكون لديها أكثر من عدسة، فكل عدسة لديها طبيعة تصويرية خاصة بها، ويدرك المصور المحترف جيدًا الخصائص الخاصة بكل عدسة، ومتى تستخدم، وتتغير العدسات اعتمادًا على الإضاءة، ونوع الصورة المراد التقاطها، ورؤية المصور التي يهدف إلى توضيحها من وراء التقاط تلك الصورة.

في النهاية لا شك أن عالم التصوير الفوتوغرافي ما زال يخبئ في جعبته الكثير، فكل مدى تظهر العديد من التقنيات التي تهدف إلى إبراز الجمال التصويري من خلال تطوير جودته، فمبرور الوقت قد نجد كاميرات فوتوغرافية تضاهي جودتها جودة العين البشرية.

أضف تعليقاً